مفاجآت الذكاء الاصطناعي
آبل تستعد للكشف عن طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي خلال مؤتمر المطورين السنوي بينما يترقب العالم بفارغ الصبر انطلاق مؤتمر المطورين السنوي لشركة “آبل” يوم الاثنين، ينتظر الجميع بشغف رؤية كيف ستدمج “آبل” الذكاء الاصطناعي في منتجاتها.
يعتبر هذا المؤتمر مناسبة حيوية للشركة لتعويض تأخرها في هذا المجال مقارنة بمنافسيها. منذ إطلاق “تشات جي بي تي”، برنامج الذكاء الاصطناعي التوليدي، قامت “مايكروسوفت” و”غوغل” و”أمازون” و”ميتا” بخطوات كبيرة نحو دمج هذه التقنية في خدماتها، مما يجعل توقعات الجمهور مرتفعة لرؤية ما ستقدمه “آبل” في هذا المجال.
على ماذا تعتمد شركة آبل؟
“آبل”، الشركة العملاقة في مجال الهواتف الذكية والحواسيب الشخصية، تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي منذ سنوات دون الكشف عنها بشكل واضح، مما أدى إلى تأخير إطلاق أي ابتكارات جديدة في هذا المجال.
خلال عرض أحدث النتائج في مايو الماضي، ألمح المدير التنفيذي تيم كوك إلى إعلانات قادمة، دون تقديم تفاصيل.
ومنذ 18 شهرًا، يواجه المستثمرون ضغوطًا على أسهم “آبل” بسبب تأخرها في مجال الذكاء الاصطناعي، في حين ارتفعت أسهم منافسيها مثل “مايكروسوفت” و”أمازون” و”ألفابت” بنسب كبيرة.
يعتبر مؤتمر المطورين السنوي، الذي سيعقد خلال الأيام القادمة، فرصة حاسمة لـ”آبل” لتقديم ابتكاراتها في مجال الذكاء الاصطناعي.
تتوقع التقارير أن “آبل” قد تكشف عن إصدار جديد من نظام التشغيل “آي أو إس”، يدعم التقنيات الذكاء الاصطناعي.
وتشير المصادر إلى شراكة قائمة بين “آبل” وشركة “أوبن إيه آي”، للاستفادة من تطورات “تشات جي بي تي” في مجال الذكاء الاصطناعي.
الحظة الحاسمة
تُشير كارولينا ميلانيسي من شركة “كرييتف ستراتيجيز” إلى أنّ هذه التحسينات والميزات الجديدة من المُفترض أن تُعزّز رغبة العملاء في منتجات “آبل”، ولا سيما أجهزة “آي فون”.
وتؤكد أنّ “هدف آبل يتمثل في تشجيع الأفراد على استبدال هواتفهم القديمة بأجهزة آي فون”، وتضيف قائلةً: “سنرى ما إذا كانت الشركة ستقدم لهم الحافز الكافي لاتخاذ هذه الخطوة”.
ويُشير المحلل في “إي ماركتر”، غادخو سيفيّا، إلى أنّ “اللحظة حاسمة لشركة آبل”، مُعتبرًا أنّ التواصل في المؤتمر السنوي للمطورين يُعتبر “اختبارًا مهمًا” لقدرة المجموعة على تحقيق عائد مالي من الذكاء الاصطناعي التوليدي كما فعلت “غوغل” و”مايكروسوفت”.
ويُحذر من أنّ “أي خطأ قد يقع في هذه المرحلة قد يُعرّض مكانة آبل كشركة رائدة في مجال التكنولوجيا للخطر، أمام شركتين عملاقتين في مجال الذكاء الاصطناعي قد سبق لهما أن قدّمتا منتجات مبتكرة وكشفتا عن خطط زمنية لإطلاق ابتكارات في السنوات القليلة المقبلة”.
تأتي هذه التحديات الجديدة في زمن تسعى فيه “آبل” لاستعادة صورتها الأسطورية كشركة مبتكرة تُحدث تغييرًا في عادات الاستهلاك، بدءًا من أجهزة “ماك” وصولاً إلى هواتف “آيفون” ومنتجات “آي بود”.
وفي شهر فبراير/شباط، أحدثت “آبل” تحولًا كبيرًا من خلال إطلاق خوذة “فيجن برو” للواقع المختلط، التي تعتبر منتجًا متطورًا بسعر 3499 دولارًا، وتستهدف نسبة صغيرة من جمهورها التقليدي.
وإلى جانب التقدم الذي حققته منافساتها، يشكل هذا التحدي الجديد ضغطًا على “آبل” لتحقيق نجاحات جديدة، خاصة مع انخفاض مبيعات “آي فون” بنسبة 10% في الربع الأول من عام 2024.
ومن خلال استثمارها في الذكاء الاصطناعي التوليدي، تركز “آبل” على نشاط خدماتها، الذي أصبح محرك نموها الأساسي.
وتُشير التوقعات إلى أن 16% من الهواتف الذكية التي ستُطرح هذا العام ستكون مجهزة بميزات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومن المُتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 54% بحلول عام 2028.
ويرى بعض المحللين أن استخدام “آبل” للبيانات الشخصية اللازمة لتطوير الذكاء الاصطناعي يمثل أحد العوامل التي تُسهم في شعبيتها، في حين يُحذر آخرون من أن السعي للتحكم الكامل في نظام الذكاء الاصطناعي قد يؤثر سلبًا على مكانتها في هذا المجال.
الخلاصة
في مؤتمر المطورين السنوي المنتظر لشركة “آبل”، يتوقع أن تكشف الشركة عن استراتيجيتها في دمج التكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في منتجاتها، خاصة “آي فون”.
يُشير المحللون إلى أن هذه الخطوة تأتي في وقت حرج، حيث تواجه “آبل” تحديات جديدة نتيجة انخفاض مبيعات “آي فون” والضغوط المتزايدة من المنافسين. من خلال الاستثمار في الذكاء الاصطناعي التوليدي، تسعى “آبل” لتحقيق نجاحات جديدة واستعادة مكانتها كشركة مبتكرة في مجال التكنولوجيا.
مصدر المقال
موقع : الجزيرة نت