تعليق استخدام صوت تشات جي بي تي
أعلنت شركة “أوبن إيه آي” عن تعليق استخدام وضع الصوت الجديد في “تشات جي بي تي” عقب جدل أثارته سكارليت جوهانسون، حيث زعمت أن الصوت الاصطناعي يُحاكي صوتها بشكل كبير.
جاء هذا القرار بعد أن تلقت الشركة استفسارات وانتقادات حول كيفية اختيار صوت “سكاي”، أحد الأصوات الخمسة المتاحة لروبوت المحادثة، مما دفعها للعمل على معالجة هذه القضايا. نشر المطورون في 20 مايو على منصة “X” بيانًا يؤكدون فيه التزامهم بحل هذه التساؤلات والتأكد من استخدام الأصوات بطرق أخلاقية ومسؤولة.
ومع ذلك، بدأت الأسئلة تتصاعد بعد أن أصدرت الممثلة الشهيرة سكارليت جوهانسون بيانًا حول تفاعلها مع شركة “أوبن إيه آي” ورئيسها التنفيذي والمؤسس المشارك سام ألتمان.
أوضحت جوهانسون أنها تلقت عرضًا من ألتمان للعمل الصوتي لنموذج الصوت في “تشات جي بي تي 4.0″، لكنها رفضت العرض. ومع ذلك، تلقت اتصالات من أصدقائها وعائلتها بعد إطلاق صوت “سكاي”، حيث أكدوا أن الصوت يشبه صوتها بشكل كبير.
وقالت جوهانسون: “عندما سمعت العرض التوضيحي، شعرت بالصدمة والغضب وعدم التصديق بأن السيد ألتمان قد اختار صوتًا يشبه صوتي لدرجة أن أصدقائي المقربين ووسائل الإعلام لم يتمكنوا من التمييز بينهما”. وأضافت أن ألتمان تواصل مع وكيلها قبل يومين من الإصدار لطلب إعادة النظر، ونظرًا للوضع الحالي، أكدت أنها استعانت بفريق قانوني للتعامل مع الأمر، مشددة على ضرورة الوضوح في عصر “التزييف العميق” وحماية الهوية الشخصية.
وفي ردها، قدمت “أوبن إيه آي” شرحًا مفصلًا عن كيفية اختيار مؤدي الأصوات لنماذج “تشات جي بي تي”. وأكدت الشركة أن صوت جوهانسون لم يتم تقليده.
وقالت الشركة: “نحن نعتقد أن الأصوات الاصطناعية لا يجب أن تقلد صوت شخصية مشهورة بشكل متعمد – صوت ‘سكاي’ ليس تقليدًا لصوت سكارليت جوهانسون، بل ينتمي لممثلة محترفة أخرى تستخدم صوتها الطبيعي”.
وأكدت “أوبن إيه آي” أنها أعطت كل ممثل رؤية للتفاعل الصوتي بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، وناقشت قدرات التكنولوجيا وحدودها والمخاطر المحتملة.
ورد ألتمان شخصيًا على الحادث قائلاً إنه لم يكن مقصودًا أن يبدو صوت “سكاي” مشابهًا لصوت جوهانسون.
وزاد من تعقيد الموقف تغريدة ألتمان على منصة “X” في 13 مايو حيث كتب “her”، مما جعل مستخدمي الإنترنت يربطون ذلك بفيلم الرومانسية والخيال العلمي “Her” الصادر عام 2013، والذي ينتهي فيه رجل بالوقوع في حب نظام الذكاء الاصطناعي الخاص به، والذي تؤديه بصوتها جوهانسون. هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها الممثلة استخدامًا غير مرغوب فيه لصوتها من قبل الذكاء الاصطناعي.
هل تزداد حالات الانتحال باستخدام الذكاء الاصطناعي؟
بالتأكيد، يتزايد الانتحال باستخدام التقنيات الذكاء الاصطناعي وتجسيد الشخصيات العامة دون إذن، مما يعكس التحديات القانونية والأخلاقية التي تواجهها المجتمعات اليوم.
من خلال القضايا المثارة من قبل الممثلة سكارليت جوهانسون وغيرها، يتبين أن هذه الظاهرة ليست محصورة في مجال هوليوود فحسب، بل تمتد لتشمل أيضًا الأفراد العاديين والمشاهير على حد سواء.
ومن هنا، يتبوأ موضوع حماية الخصوصية والهوية الشخصية مكانة مهمة في التطور التكنولوجي الحالي. يتطلب هذا التحدي العديد من الإجراءات القانونية والتنظيمية التي تكفل حقوق الأفراد في التحكم في استخدام صورهم وأصواتهم، مع الحفاظ على التوازن بين الابتكار التقني والحفاظ على الأمان والخصوصية.
لذا، يبدو أن هذا الجدل لن ينتهي قريبًا، ويشكل تحديًا مستمرًا للشركات التقنية والمجتمعات للتعامل مع تطورات التكنولوجيا بطريقة تضمن الحفاظ على حقوق الأفراد والمجتمعات في عصر الذكاء الاصطناعي.
الخلاصة
باختصار، النص يسلط الضوء على زيادة حالات استخدام التقنيات الذكاء الاصطناعي لتجسيد الشخصيات العامة دون إذن، مما يعكس التحديات القانونية والأخلاقية المتنامية في هذا المجال.
يبرز النص أهمية وجود إطار قانوني وأخلاقي قوي لحماية حقوق الأفراد والمجتمعات في ظل التطورات التكنولوجية الحديثة، مع التأكيد على ضرورة التوازن بين الابتكار التقني وحقوق الخصوصية.
مصدر المقال
موقع : cointelegraph