الذكاء الاصطناعي والبطالة
في دراسة حديثة نُشرت بواسطة شركة جوجل، أُبرزت الآثار الاقتصادية المحتملة للذكاء الاصطناعي الإنشائي وتأثيره على اتجاهات التوظيف وديناميات القوى العاملة.
وفي هذا السياق، تشير جوجل إلى عدم وجود “خط مستقيم” بين انتشار التكنولوجيا القوية مثل الذكاء الاصطناعي والبطالة، وذلك وفقًا لنتائج دراسة جديدة.
يُظهر التقرير، الذي أُجري بالتعاون مع أندرو مكافي، الباحث الرئيسي في مدرسة إدارة سلون بجامعة MIT، أنه لا يوجد حاليًا علاقة مباشرة بين هذه التكنولوجيا الجديدة ومعدلات البطالة، وهو ما قد لا يتغير على الأقل في المدى القصير نظرًا لقيود التكنولوجيا الحالية.
“لا يزال غير قادر على القيام بعمل متعدد الخطوات بشكل موثوق يشمل التخطيط، التفكير المنطقي، أو الذاكرة.”
دعنا نستكشف معًا نتائج دراسة جديدة أجرتها شركة جوجل، التي تسلط الضوء على تأثير الذكاء الاصطناعي الإنشائي على القوى العاملة وسوق العمل.
في هذه الدراسة، تم استعراض عمل سابق قامت به في عام 2023، حيث تم تقديم مئات الأسئلة التي تتطلب مهارات مثل التخطيط، التفكير المنطقي، والذاكرة لكل من البشر وأنظمة الذكاء الاصطناعي ذات الأداء العالي.
وأظهرت النتائج أن البشر حصلوا على نسبة 92% من الإجابات الصحيحة في المتوسط، بينما حصلت الآلات فقط على 15%.
على الرغم من ذلك، تشير الدراسة إلى أن الذكاء الاصطناعي الإنشائي يتحسن بسرعة، وذلك من خلال البحث المكثف لفهم كيفية التعامل مع نقاط ضعفه.
كما استخدمت الدراسة مثالًا على تطور التكنولوجيا من خلال النظام GPT 3.5 من OpenAI، حيث كان أداؤه أفضل من 10% فقط من البشر في امتحان القانون الأمريكي، بينما كان خليفته، GPT 4، أفضل بكثير في غضون عام واحد فقط.
وفي الختام، توصلت الدراسة إلى أن العمل المهم في كل مجتمع يبقى متاحًا، وأن الروبوتات والذكاء الاصطناعي الحاليين ليس لديهم القدرة على القيام بكل هذا العمل بمفردهم، بالرغم من قوتهم.
الثورة الصناعية الجديدة
مقال ذات صلة: تستهدف آبل تطوير ميزات ذكاء اصطناعي لآيفون بالتعاون مع OpenAI
في دراسة أصدرتها جوجل، وُصف الذكاء الاصطناعي بأنه “تكنولوجيا ذات غرض عام”، مشبهاً إياه بمحرك البخار الذي كان شرارة انطلاق الثورة الصناعية العالمية في أواخر القرن التاسع عشر.
وعلى عكس الانتشار التدريجي للتكنولوجيا خلال الثورة الصناعية، يتوقع أن تظهر تأثيرات الذكاء الاصطناعي الإنشائي بسرعة أكبر، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى البنية التحتية الحالية التي تسهل التحسينات العالمية السريعة، فضلاً عن سهولة الوصول إليها لبدء العمل.
وأكدت الدراسة أيضاً أن معظم مستخدمي الذكاء الاصطناعي الإنشائي لا يحتاجون إلى إتقان واجهة مستخدم جديدة أو لغة برمجة، مما يشير إلى أنه بالرغم من الوقت والممارسة اللازمين لتصبح ماهراً في التفاعل معه، إلا أنه لا يتطلب مستوى عالٍ من “مهارات الحاسوب”.
تغيير قوى العمل
مقال ذات صلة: أداء ذكاء اصطناعي من مايكروسوفت تحول الصور ومقطعا صوتيا إلى “وجه ناطق”
وفقًا للدراسة، يُشير البحث إلى أن التكنولوجيا قد لا تتسبب في “بطالة تقنية جماعية”، ولكن هناك دلائل تشير إلى إمكانية المساهمة في “تجويف” سوق العمل بين الوظائف ذات الأجور العالية. كما يظهر البحث أيضًا أن التأثيرات الرئيسية ستكون على مهام الخريجين الجامعيين بنسبة أكبر من الخريجين من المدارس الثانوية فقط.
وبالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسة إلى إمكانية تعطيل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لنظام المنافسة بين الشركات، مما يزيد من فرصة تمكين مجموعة صغيرة من “النجوم العالميين” في صناعة معينة من تفوق منافسيهم.
في الختام، يُظهر البحث أن الشركات التي استثمرت بشكل كبير في تعلم الآلة لم تكن من الشركات التي قامت بتسريح الموظفين، ولكن هناك زيادة في عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى البحث عن وظائف جديدة واكتساب مهارات جديدة في ظل تطور التكنولوجيا.
الخلاصة
أهم النقاط في هذا الخبر:
- التكنولوجيا الجديدة، مثل الذكاء الاصطناعي الإنشائي، تُعد “تكنولوجيا ذات غرض عام”، وهي قادرة على تغيير طريقة عمل وتنظيم المجتمع.
- الذكاء الاصطناعي يتوقع أن يسرع من التطورات في سوق العمل بشكل أسرع من الثورة الصناعية السابقة.
- يُتوقع أن يؤثر الذكاء الاصطناعي بشكل كبير على الوظائف ذات الأجور العالية، مما قد يسبب “تجويف” في سوق العمل.
- الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعزز التنافس بين الشركات، ويمكن أن يؤدي إلى تقوية فئة صغيرة من “النجوم” في كل صناعة.
- الاستثمار في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي قد يكون وسيلة للشركات للبقاء تنافسية وتجنب تسريح الموظفين، لكنه قد يزيد من ضرورة التحضير لمواجهة تغيرات سوق العمل وتطوير مهارات جديدة.
مصدر الخبر
موقع: cointelegraph